كلنا ذاك الإنسان الذي يحلم بتكوين أسرة يتوجها بأطفال ينعم بهم في حياته, لكن هل يقتصر دورنا بإنتاج ذلك الطفل فقط ؟
هل تكتفي بأن تكون شريكاً فقط في عملية الإنتاج ؟
ماذا يعني أن تكون مربياً ؟
لو طرحنا تشبيهاً للعملية التربوية بما يقوم به المزارع, لكان الوضع كما يلي:
في موسم محدد يقوم المزارع بانتقاء أفضل البذور التي سيزرعها في حقله, هكذا دور الزوج أو الزوجة قبل الزواج في البحث عن شريك حياة يتوقع أن يكون المكمل الأفضل لعملية إنتاج هذه البذرة التي سيزرعانها في حقل الحياة.
ما يقوم به الوالدان من عمليات تهيئة وتحسين للظروف المحيطة داخل منزلهم, هو نفسه الذي يقوم به المزارع بتقليب أرضه وتسميدها وتهيئتها لاستقبال تلك البذور المنتقاة.
شقت البذرة طريقها إلى الكون الفسيح, لكن هل ستظل آمنة لأننا أحسنا الانتخاب والانتقاء؟
بالطبع لا يمكن أن يحدث ذلك
فالمزارع يتابع نباته الذي ظهر على سطح الأرض ويقوم بإزالة الحشائش الدخيلة والتي ستؤذي نمو زرعه, هذه الحشائش الضارة هي الكلمات أو التصرفات التي تنتج منا نحو أطفالنا داخل بيئتنا الصغيرة.
هناك عوامل خارجية ليس لنا قدرة على منع حدوثها, لكن لدينا القدرة في التصدي لها مثل التعديات أو الأخطاء التي تقع من الآخرين نحو أطفالنا, هكذا المزارع يتصدى للرياح والبرد وغيرها من عوامل خارجية.
يقال في المثل ” أن كل ما زاد عن حده انقلب ضده” , فقد يخطئ المزارع بزيادة المياه إلى حقله أو المواد العضويه فينعكس ذلك سلباً على نباتاته قد يصل بها للهلاك, وما نقدمه من دلع زائد واهتمام مبالغ فيه يجعل من أطفالنا عناصر اتكالية تعتمد على غيرها في قضاء حوائجها.
مرت أكثر من حادثة أمامي في مشوار التدريس وهو تباهي بعض الآباء بأنه قد أدى دوره نحو أبنائه بتوفير جميع احتياجاتهم من أكل وشرب وحوائج أخرى, لكن هل كلف نفسه يوماً بالسؤال عن اهتماماتهم أو عن دراستهم و و و
في وقتنا الحاضر دخلت أيدي خارجية ( الخادمات ) تشارك في عملية الاهتمام بتلك النباتات, لكن كما يقال في المثل:
” كثرة الأيادي تفسد الطبخة”
دمتم بخير
رائع بارك الله فيك
شكرا مدونة جميلة
شرفني بالزيارة
http://www.fmed.bu.edu.eg/en/
http://www.fmed.bu.edu.eg/fmed/index.php/studentsunion
حقيقى مدونة جميلة جدا والموضوعات أكثر من رائعة .. بالتوفيق الدائم إنشاء الله