قيادة سيارات أم قيادة عقول !

في صيف 2006 الماضي , وعندما كنت متواجداً في ماليزيا رأيت أشياء كثيرة يقف لها الشخص احتراماً وتقديراً لهذا الشعب الطيب البسيط , من بشاشة وجه تطالعك في كل وقت… مروراً بأناس منظمين في كل أمور حياتهم في العمل في الشارع في التسوق في كل مكان , سأذكر مواقف في هذا القسم تتحدث عن الجوانب الإيجابية التي شاهدتها هناك .

شاهدت حرف P يتكرر في أكثر من سيارة فلفت انتباهي , إلى ماذا يرمز ؟!
فوجهت السؤال إلى السائق فأجاب بقوله :
أن رخصة القيادة لدينا تمر بـ3 مراحل , لا بد أن تمر بها..
1- أول رمز على ما اذكر أنه قال أنه L ويعني أن السائق في أول مرحلة من مراحل القيادة , فانتبه أن تقترب منه , فأنك ستتحمل مسئولية الحادث إن وقع , فهم أعطوك إشارة له بهذا الرمز .
2- المرحلة الثانية رمز P كما هو ظاهر في الصورة , وهذا تستطيع أن تضعه بعد اجتيازك المرحلة الأولى دون حوادث أو مخالفات خلال المدة المحددة لك .
3- المرحلة الثالثة وهنا تستطيع أن تأخذ رخصة القيادة بكل بساطة بعد أن اجتزت المرحلتين السابقتين بنجاح !
لا أخفيكم أني جلست أتأمل في وضعهم ومقارنته بوضعنا الحالي في البلد , وكم أحسست بالغبن … فكم من شخص في شوارعنا الآن يملك الرخصة السليمة !؟
بل وحالتنا في  القيادة  , و أكبر دليل على هذا وقوفنا عند الإشارة ,وكأن الدنيا ستقلع من بين أيدينا إذا انتظرنا خلف سيارة أو سيارتين !
ما إن ترى النور الأخضر قد سطع إلا وتتهاوى على مسامعك أصوات مزعجة من هنا وهناك تأمرك بالسير , وكأنك قد نمت    في  السيارة فهم يوقظونك !
وعلى هذا الموضوع يذكر لي أحد الأصدقاء موقف قد حدث له قريباً , يقول أن في الصف الأول في الصفوف المنتظرة لأن تفتح الإشارة الضوئية , وما إن فتحت وإذ وبجاره يضرب على البوري !
” أموت وأدري وشوله يضرب بوري ومابه أحد قدامه , أتوقع أنها أصبحت عادة ”
هناك احترام لإشارات المرور بشكل يدفعك أن تعجب بهم , فتقريباً الثلاث صفوف الأمامية مخصصة للدراجات النارية , وبترتيب منظم جداً , وتأتي بعدها السيارات .
أتمنى أن تحصل لي الفرصة لالتقاط صورة جوية من إشارات المرور لدينا لترى العجب العجاب بطريقة الوقوف , فنحن أبدعنا بتشكيلات غريبة )) , فهذا يغلق المسار الأيمن والآخر يقف بطريقة عرضية أمام الجميع وكأنه يريد أن يرينا آخر ما توصل إليه من قدرة وقوة  أن يقف أمام الجميع ويتحكم بحركتهم بعد أن تفتح الإشارة  !
مواقف مشاهدة :
* رجل في الأربعينيات أو تجاوزها بكذا سنة , يرفع يده مشيراً لذاك المراهق , و تصاحب ذلك بعض الكلمات الغاضبة:(( ويتمم قائلا: الشرهة مهب عليك على اللي عطاك السيارة وإلا هالبزارين تمسّك مواتر !!
* هو نفسه ذاك الرجل يقف في المسار الأيمن عند الإشارة وقد أغلق الطريق أمام السالكين لجهة اليمين , وعندما تنبهه لذلك , يرفع يده إليك بإشارة ( وش تبي ؟  )
تناقض غريب , فقد تراه يجلس أمام زملائه وببساطة يعلق ويعط الحلول لمشاكل السير عندنا وهو ذاك الرجل المخالف قبل قليل , فما أسهل أن يرمي التهم لذاك المراهق ( البزر ) وذاك العامل الأجنبي اللي جاي يتعلم عندنا السواقة   :21
مواقف و مواقف ..والشوارع تحمل لنا الكثير والكثير  من القصص اليومية !
متى سنصل إلى مستوى المسئولية والاحترام للغير وللنظام …
أتمنى أن لا نطيل الجلوس في هذه المرتبة المتأخرة في مصاف الدول لاحترامنا النظام , ونطبق ما أمرنا به الشرع قبل أن تأمرنا الأنظمة الوضعية والقوانين الدولية !