في 29 / 8 من كل عام هجري يزداد كتاب حياتي ورقة جديدة, حيث يجتمع في هذا اليوم حدثان جميلان هما ميلادي وميلاد قمر شهر رمضان المبارك, وفي كل عام يتكرر الحديث اللطيف عند تهنئة أمي – رحمها الله – بدخول الشهر الكريم وذكريات عدم تمكنها من صيام رمضان حيث كان ميلادي مع طلقات مدفع الإعلان عن ثبوت دخول الشهر, لتكون العبارة الحنونة : ” كل التعب يهون لأنك أنت الذي ولدت”
كانت حياتي الأولى متعبة لها حيث الحضانة في المستشفى التي استمرت أكثر من شهرين وما بعد ذلك من تبعات في الحياة, اللهم ارزقني برها بعد الرحيل لأعوض ولو زفرة من زفرات الولادة..
تسعة أشهر مضت منذ رحيلها المر على أرواحنا توافقت مع تسعة أشهر الحمل قبل ميلادي, صدفة حزينة كما أرى…
هذا هو العام الأول الذي يأتي دون أن أسمع رداً على التهنئة بدخول شهر رمضان وحتى لو من خلف أسوار المقبرة, سأفتقد فرحها في يوم العيد وهي تقول أنها صامت الشهر بأكمله دون تعب رغم حالتها الصحية المزمنة, رحلت عن الحياة وقد أدت الصيام طوال عمرها دون أن يوقفها المرض.
في العام الماضي كان آخر رمضان تصومه في حياتها وقد أتى مختلفاً بحظر التجول بسبب الاحتياطات الصحية بعد انتشار فيروس كورونا, ورغم أننا لم نجتمع وعائلتي الصغيرة على المائدة الرمضانية مع أهلي إلا أن مشاهد الذكريات التي يستعيدها أطفالي يوم أمس قبل الإفطار مشاهد وكأنها حلم قد تبخرت لحظاته, مائدة الأطفال الصغيرة التي تعدها بنفسها بأدواتها التي يحبونها, لكن ما عسانا أن نقول إلا حمد لله على قضاءه وقدره..
كانت زياراتي صباحية قبل بدء ساعة حظر التجول وفي كل يوم كان طلبها المتكرر: لا تتعب نفسك وأنت صائم , يكفي منك اتصال في الليل.
افتقدت دعواتها الرمضانية البسيطة عند استئذاني بالمغادرة لمنزلي, هي الدعوات التي حق أن يقال عنها ( صنعت بـ حُب )
صور عفوية هنا ومقطع فيديو في مكان آخر هو ما تبقى من تلك اللحظات الجميلة التي رحلت ولن تعود….
في مدخل البيت تقابلني كل يوم نبتة النعناع التي أحبت أمي- رحمها الله – أن نزرعها في حديقة منزل العائلة, تسعة أشهر مضت من الرحيل والنبتة تنتظر يدها الحنون كي تقطف أوراقها وترحل بين أصابع يديها.
لقاح كورونا
تلقيت يوم الأحد الجرعة الأولى من لقاح فايزر- بيونتك المضاد لفيروس كورونا (كوفيد-19) , فاللهم لك الحمد أن يسّر الحصول عليه بسهولة وبتنظيم متميز تشكر عليه وزارة الصحة
حمى الله الجميع من أي مرض وعدوى.
صلاة التراويح الأولى
شعور لا أستطيع وصفه وأنا أدخل المسجد وأشاهد العشرات من المصلين يستعدون لأداء صلاة التراويح في أول أيام رمضان المبارك, رغم التباعد بين المصلين والالتزام بارتداء الكمامات إلا أن مشهد الحضور في المسجد عظيم.
مشاعر إيمانية رمضانية افتقدناها في العام الماضي بسبب الاحتياطات الصحية وإيقاف الصلاة بالمساجد.
اسأل الله العلي العظيم أن يرفع الوباء عن بلادنا وبلاد العالم أجمع وأن نستعيد حياتنا اليومية الطبيعية في أسرع وقت..
التقي بكم في تدوينة قريبة…