في المرة الأخيرة لي في زيارة الرياض مررت كالعادة لمعرض ايكيا الجميل ببساطته وروعة منتجاته , وأثناء تجولي وقفت أمام لوحة كبيرة عنونت بـ ” مرحبا بكم في منزلنا … نحن نعيش في 77م2 ” , وأخرى بجوارها يقل رقمها لأقل من نصف هذا العدد
أخذني التفكير والغوص بهذا اللوحة وما تعنيه كثيراً , فقمت بجولة لا أتذكر مارأيت داخل المنزل بقدر ماكان تفكيري وخيالي يطيران بعيداً .
لماذا نحن هكذا ؟! , وتذكرت نص كنت قد قرأته منذ فترة يقول :
من تناقضات عصرنا
بنايات طويلة وصبر قصير
شوار ع واسعة وتفكير ضيق
نصرف الكثير ولكن نحظى بالقليل
نشتري الكثير ولا نستمتع إلا قليلاً
عندنا منازل كبيرة ولكن عوائلنا صغيرة
بيوت فخمة تحوي أسر متفككة
تسهيلات كثيرة والوقت قصير
نحصل على أعلى الدرجات لكن عقولنا صغيرة
معرفتنا عظيمة ولكن أحكامنا غير صائبة
خبراء متعددون ولكن المشاكل في ازدياد
ضاعفنا ممتلكاتنا ولكن انقصنا من قيّمنا
نتكلم كثيراً ، نحب قليلاً، نكره غالباً
نعم هذا هو الواقع للأسف الشديد , بيوت واسعة لكن عوائل صغيرة , صغيرة في حبها وتفاهمها وانسجامها مع بعضها البعض , الأب مشغول بتجارته أو بعمله والأم كذلك أو مشغوله بمتابعة قنواتنا العربية الفاضلة
أبناء تحت رحمة الخادمات الأعجميات , أي تناقض سيخرج عليه هذا الطفل من حياته الطفولية ومايراه من تفكك وتباعد عاطفي في أسرته .
وما إن يتحدث أحد إلا وتأتيك العبارة البالية على لسان الوالدين ( ماقصرنا بشيء , كل حاجة متوفرة عندهم بالبيت , وش يبون بعد !)
للأسف بيوتنا الآن كبيرةفي حجمها صغيرة في حبها , ل أحد ينكر ماللحب العاطفي من أثر كبير في تكوين الشخصية المستقبلية للأبناء , فليست المادة أو السعي في توفيرها هي الجالبة لهذه العاطفة .
كم من بيوت صغيرة ضاقت بقلوب أصحابها الكبار , وكم من بيوت كبيرة تشكي فراغها .
القارئ لواقع هذا العصر يرى كم هي متخبطة شخصيات الأبناء والبنات , لا طموح مستقبلي لا ثقة نفسية , بحث عن العاطفة في كل مكان ولو التويت الطرق وما أكثرها ….
لا يجرؤ أحدهم أن يشري خبزاً من التموينات القريبة من البيت , أليس الأولى لهذه الأسرة أن تربي أبناءها وتشحنهم عاطفياً بدلاً من السعي الذي لن يحده حد لتوفير مبلغ من المال يذهب بأقرب طلعة فارغة من أحد الأبناء !
تحيتي لأصحاب القلوب الكبيرة :11
موضوعك جدا رائع
واكيد الكل يوافقك الكلام 100% وان قلة النسبة فهي 99.99%
صحيح الناس ماعادة زي قبل :17
ومو كل الناس تفتح بيوتها ،، قبل تسمع كل اسبوع الجمعه في بيت فلان الحين مافي واذا بيجتمعون بالسنة مرة صاروا ياخذون استراحات ..
وخل العزايم على جمب حتى بروحهم مع اعيالهم مافي ابدا ..
الزمن كلة تغير وبيتغير اكثر :( وللاسف محد يسمع ..
:20 بس في حل لهذي المشكلة او علاج لها ؟؟
اكيد مافي
للأسف مقالك صحيح و مقارنتك سليمة :21
كلامك رائع يا بدر..
النفوس تغيرت.. ماعاد أحد يتحمل غيره كفاية الهموم اللي في صدره..
زمان الحياة كانت هادية والقلوب صافية مع انهم كانوا يواجهوا مشاكل كثيرة كانت قلوبهم كبيرة وقوية!
تحية إكبار لك يا بدر :)
أحل المقالات اللي تتكلم عن المجتمع ومشاكله
خاصة اللي تتناول شخصية وثقافة السكان
هنا مثلا ً تطرقت لمواضيع غلبت بمجتمعنا
اب انشغل بعالم خارجي تجارة كانت او علاقات
ام لهت عن منزلها لأسباب عده
واطفال وابناء تربوا وفق قيم خدم استقدموا للرفاهيه وليس للحاجه
تغيرت ثقافات نلمساها الآن
كيف سيكون الوضع بعد جيلين من جيلنا ؟
الله أعلم
تحيه
المشاعر متجمده عند (لا مبالاة درجة )
فعلاً كلامك سليم من أسوأ ماحدث في هذا العصر واللي يترحم عليها أبائنا وأمهاتنا العلاقات صارت تيك أوي زي أي شي سريع في الدونيا
:14
كلام رائع وجميل
أتحفتنا يالغالي بدر على هذا الموضوع
وكلامك فعلاً صحيح ومنطقي
وبالنسبه لي مريح جداً
لأنني أحب البيوت الصغيره ولا اهتم في البيوت الكبيره ومع ان كثيرين يهتمون بها ويريدون ان يكون بيتهم كبير جداً جداً وفقط لا غير مع ان العائله صغيره يمكن ولدين وبنت ولو قلنا 5 اولاد وبنتين يعني ما يكون البيت ضخم جداً كذا منها تتشتت العائله وفيه سلبيات كثيره
اذكر أحد الأشخاص قال لي ان هناك بنت اتصلت على محل جوالات وطلبت منه خمس جوالات تشتريها شرط ان يوصلها له في المنزل وهذه تعتبر صفقه مربحه لصاحب المحل حيث المبلغ يصل اكثر من 5000 ريال فوافق على توصيلها لها فعندما وصل المنزل وجد الباب مفتوح طلبت منه دخول
وكانت في معزل وكانت في جناح كأنه منزل خاص لها وهي جالسه على الكنب بلباسها العادي والشبه ضاهره السيقان وشعرها المطرح ومع السجائر او الدخان في يدها !!
اعوذ بالله هذا ما جعل الأسره متفككه لا أحد يدري عن الآخر بشي
طبعاً هذا على كلام احد الأشخاص الذين اعرفهم بالصدق وفي هذا الوقت مثل هذه القصه تصدق بالراحه لانه موجوده فتن كثيره وكبيره في هذا الزمان
أعاذنا الله وإياكم من كل فتنه
شكراً لك اخوي بدر على هذا الطرح الجميل وبارك الله فيك
بس ما شاء الله عليك حتى وأنت في إيكيا تفكر فينا ياخي والله أنك طيب هههههه
تقبل تحياتي اخوك عبدالملك , ولك وحشه يالغالي
مضيعه بيتهم :
كأني سمعت في الروايات والأساطير شي اسمه ( اجتماعات يوم الجمعة ):P
الله يرحم حالنا بس , كل واحد مشغول ولا داري عن أحد حوله
Amal :
شكرا لك لتواجدك
asma :
ممنون لتواجدك الدائم وتعليقاتك …
صفاء النفوس هو مربط الفرس , للأسف الناس الحين كل واحد شايل على الثاني كبر الجبل وبدون سبب واللي مشغول بغير شغل :14
معـــــانق :
للأسف الشديد هذا بدأ بالظهور جلياً في ثقافة المجتمع ….
فالكل لا يهتم بالأخر :(
لا أحب التشاؤم , لكن الحق يقال , إذا استمر الحال على هذا المنوال سنعاني من تصدعات لن ترمم إلا بمعاناة !
ميشا :
أعجبتني درجة التقييم للمشاعر ( لامبالاة درجة ) :23
عبدالملك الثاري:
ماشاء الله ياعبدالملك .. ردك تدوينة كاملة :)
فعلاً البيت الصغيرة برأيي تجمع الأسرة ولو ظاهرياً بشكل أكبر ….
قصتك مخيفة ومرعبة , لكن لا نملك إلا أن نقول :
كفانا الله وأياك ومن نحب والمسلمين من شر الشيطان وأعوانه
شاكر لك تواجدك الجميل أخوي عبدالملك ولا تحرمنا من زيارتك الكريمة
رائع
اقل تعبير ع هذه الدرر
اعجبني
نشتري الكثير ولا نستمتع إلا قليلاً
:19 :19
رحماك الاهنا
مشكور علة التعليق :2 :
p :19 :13 :13 :22 :16 :21